لبنان يعود إلى حاضنته العربية- "أخيراً" تبدد سنوات العزلة.

المؤلف: حمود أبو طالب10.16.2025
لبنان يعود إلى حاضنته العربية- "أخيراً" تبدد سنوات العزلة.

إن كلمة "أخيراً" التي تفوه بها فخامة الرئيس اللبناني جوزيف عون أثناء استقباله لسعادة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، استحوذت على اهتمام بالغ في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، وذلك لما انطوت عليه من عفوية وبساطة وعمق في التعبير من قبل فخامته، فضلاً عن الدلالات والمعاني الرمزية العميقة التي تحملها في طياتها. أجل، أخيراً أصبح للبنان قائد ورئيس يقوده بعد فترة عصيبة من الشغور الطويل، ولاحت تباشير عهده الميمون منذ خطابه التاريخي في حفل التنصيب، والذي تجسدت فيه الروح الوطنية والقومية والعربية الأصيلة، ليشكل خارطة طريق واضحة المعالم للتصدي للمشاكل المتراكمة والمعقدة التي أرهقت كاهل لبنان وأوصلته إلى حافة الهاوية. نعم، أخيراً يشهد لبنان زيارة كريمة من مسؤول سعودي رفيع المستوى بعد ما يقارب الخمسة عشر عاماً، وهي فترة عصيبة رزح خلالها لبنان تحت وطأة حزب عاث فساداً في الحياة السياسية والأمنية والاقتصادية، وأبعده قسراً عن محيطه العربي الأصيل، وقامر بمقدراته وثرواته وشعبه وأرضه، وفرض عليه نظام حكم تابع لإملاءاته وأجنداته الخالية من أي حس وطني أو انتماء حقيقي، وتواطأ معه بعض المنتفعين على حساب مصلحة الوطن، وغاب عنه المخلصون الذين تعرضوا للتهميش والإقصاء.

وعلى الرغم من كل ما مرت به البلاد، لم تتوانَ المملكة العربية السعودية يوماً عن تقديم الدعم والمساندة للبنان بكل السبل الممكنة، من خلال النصيحة والرأي والمشورة والمساعدة بمختلف أشكالها، إلا أن لبنان في فترة ما وصل إلى طريق مسدود، حيث لم يكن هناك من يملك القرار السيادي الوطني لإنقاذه وانتشاله من هذا الوضع المتردي، ثم دخل في نفق مظلم بسبب الشغور الرئاسي الذي طال أمده نتيجة للخلافات السياسية والمحاصصة وتعطيل التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية. ولكن مع ظهور بوادر واقع جديد في المنطقة، وظهور فرصة حقيقية لعودة لبنان إلى استقراره وازدهاره، بادرت المملكة العربية السعودية إلى بذل جهود مضنية لتحقيق هذه الغاية النبيلة، ولعبت دوراً محورياً في تحقيق التوافق على شخصية وطنية تحظى باحترام وتقدير الجميع، وتتمتع بالإرادة الصلبة لإنهاء هذه المرحلة البائسة والبدء في بناء مستقبل مشرق يليق بلبنان وشعبه العظيم.

أجل، أخيراً بزغ فجر جديد يحمل في طياته بشائر الخير والأمل للبنان، إذا ما أحسن اللبنانيون استغلال هذه الفرصة الذهبية. سوف يعود الأشقاء العرب إلى لبنان عندما يعود لبنان إلى حاضنته العربية الأصيلة بعد هذا الاغتراب القسري الذي فرضه قوى خارجية لم تجلب للبنان سوى الخراب والدمار.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة